Practicing My Rusty Arabic

إذا أردتَ أن تعرف ماذا يحصل في بنت جبيل، عليك أن تعرف ماذا يحصل في فرجينيا. حكمة بورازانية ليست محكومة بزمنٍ ما. ها نحن وبينما ابن بنت جبيل يلتحف سماء الشّتاء النائلة منه ستّين نيلة تدور على بعد مسافة غير قصيرة من جبل عامل معركة انتخابية ضارية من أبرز عناوينها حظر الزّواج المثليّ.


المقاوم الجبيلي خاض معركته دفاعاً عن أرضه، فضحّى بأغلى ما عنده، وخسر بيته من أجل حياةٍ حرّة كريمة.


معركة فرجينيا مختلفة ، فمثليّو فرجينيا يعيشون حياتهم الحرّة الكريمة وإن لم تلتزم باسم الولاية التي يقطنون . لكنّهم يريدون الاعتراف الرّسمي بقرانهم وما يرافق هذا الاعتراف من امتيازاتٍ في نظامهم الضّرائبيّ. لكنّ معركتهم شرسة إذ أنّ عدوّهم في البيت الأبيض يجيّش أنصاره المحافظين لممارسة إرادة الله بمنع المثليّين من هذه الامتيازات الضريبيّة.ذلك بعد أن سَلَّموا بأن ليس في إمكان لا وزارة أمنهم القومي ولا الباتريوت آكت ان يمنع ما يجري خلف الأبواب المغلقة. طبعاَ هناك رغبة لدى الأخ الاكبر الجمهوري بتغيير هذا الواقع في المستقبل.


أمّا مستقبل ابن بنت جبيل، فمرتبطٌ بهذه المعركة( وبباريس 3 كما يقال له) نتيجة تبسيط وتقليص برنامجٍ انتخابيّ طويل عريض بما فيه من قضايا في السياسة داخلية وخارجيّة واقتصاد وتعليم و ... و… إلى قضية واحدة سهلة التّرويج في مجتمعٍ عمق إطّلاعه السياسيّ مقتصر على ما يراه في البريك الإعلاني لبرنامج أوبراه


اليوم يتلاهف جيش بوش الوفي على مراكز الاقتراع بهدف منع الزّواج المثليّ. هذا هو الأمر الأهمّ بل الأوحد الذي يجذب محافظي فرجينيا إلى الدّيمقراطية. الصّورة نفسها تتكرّر في الولايات الأربع الأخرى المتأرجحة القرار. مصير أكثريّة بوش في مجلس الشّيوخ تتّكل على مدى الحماسة الانتخابيّة يوم الاقتراع لمدّعي العلاء الأخلاقي. أكثريّةٌ قد تعني أنّ مشروع الشّرق الأوسط الجديد (الأخلاقي بامتياز) ماضٍ ماضٍ ماضٍ على أنقاض بنت جبيل. هكذا يجد ابن بنت جبيل نفسه في الخندق ذاته مع مثليّي فرجينيا.


قد يخسروا الانتخابات التّي لا تعنيهم أصلاَ، لكنّهم لن يُهزَموا أبداَ في معركة حقّهم. واحد ينتصر بمقاومة بطوليّة، أمّا الآخرون فلهم مقاومتهم و إن وُصِفَت بِلوطيَّة.